تجارة كافيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
تجارة كافيه

يهتم بكل مايشغل طلاب كليات التجارة بالجامعات المصرية


    قرآن وسنة بقلم د. عبد الله النجار

    avatar
    Ahmed Khalil
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 18
    تاريخ التسجيل : 17/09/2009

    قرآن وسنة بقلم د. عبد الله النجار Empty قرآن وسنة بقلم د. عبد الله النجار

    مُساهمة من طرف Ahmed Khalil الأربعاء 23 سبتمبر 2009 - 8:17

    اليسر من خصائص الإسلام الأساسية. والعنت والتشديد من صفات بعض المسلمين
    الرئيسية. وهي صفة قديمة فيهم. ليست وليدة هذا العصر. ولا ما قبله من
    العصور. ولكنها كانت موجودة في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم ووقعت
    أمامه. وصوب لأصحابها ما هم فيه من شطط. ودعاهم إلي الاستقامة علي ما سنه
    الله في شرعه من اليسر ورفع الحرج عن عباده. فذلك هو الأصل الذي دل عليه
    كتاب الله تعالي . وسُنة نبيه صلي الله عليه وسلم بقول الله سبحانه: "وما
    جعل عليكم في الدين من حرج". ويقول عز من قائل: "يريد الله بكم اليسر ولا
    يريد بكم العسر". ومن يتأمل هذا القول الكريم يجد أن تشريع اليسر إرادة
    إلهية. ومقصود شرعي يجب الاهتداء به في كل حكم فقهي. يكون لليسر فيه وجود.
    وقد طبقه النبي صلي الله عليه وسلم بموضوعية يجب الاقتداء بها فقد ردت عنه
    عائشة رضي الله عنها وغيرها: "انه عليه السلام كان يحب الرفق في الأمور
    كلها وانه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن اثما". وقد مدحه
    ربه علي هذا المنهج النبوي الرحيم بالأمة. فقال سبحانه: "لقد جاءكم رسول
    من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم". ومن ثم كان
    الخروج علي منهج التيسير. واتباع هوي النفوس في التشديد أمرا مجافيا
    لخصائص التشريع الإسلامي ومخالفا لما سنه الله ورسوله وقد حفلت مسيرة
    الإسلام منذ بداياته بنماذج مختلفة لفئات من ذوي الفهم المتشدد لدين الله
    حتي كاد بعضهم يقتل نفسه. أو يفتي غيره بما تقبله. كما كان مشروعا في أمر
    "الإصر" الذي كتبه الله علي اليهود. والذي رفعه النبي الخاتم عن أمته وعن
    البشرية كلها في قوله تعالي: "ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم".
    ومن ضمن ما كان مكتوبا علي السابقين من هذا الأمر قتل النفس للتوبة. كما
    قال سبحانه: "فتوبوا إلي بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم".
    وقد جاء هذا القول الكريم حكاية عن شرع نبي الله موسي الذي أوحي إليه لبني
    إسرائيل. فلم يجعل لقتل النفس بديلا في القصاص أو غيره من موجبات التوبة
    عن الاثم المقتضي لازهاق النفس عقابا عليه. وتدحرج ذلك التشديد إلي بعض
    المسلمين حيث بدأ بالثلاثة الذين ترقبوا عبادة النبي صلي الله عليه وسلم
    في الصلاة والصيام والزواج. ثم حكموا عليها بأنها قليلة. وراح كل منهم
    يباهي بتشديده علي نفسه في القيام الدائم طوال الليل والصيام المستمر علي
    مدي الدهر والامتناع عن زواج النساء وقد وبخهم النبي علي هذا التشدد
    وأرشدهم إلي وسطية العبادة في الإسلام. وانها هي المقصود الشرعي. وليس ذلك
    الهوج البشري.

    وفي عهده صلي الله عليه وسلم كما رواه جابر وغيره قال: خرجنا في سفر
    فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم نام فاحتلم فسأل أصحابه هل لي من رخصة
    في التيمم بدل الاغتسال؟ فقالوا له: ما نجد لك إلا الغسل فاغتسل فتلوث
    الجرح ومات فلما أخبروا الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك حزن حزنا شديدا
    وقال: "قتلوه قتلهم الله. ألا سألوا إذا لم يعلموا؟. إنما شفاء العيي "أي
    الجاهل الغبي" السؤال كان يكفيه أن يتيمم ويعصب جرحه ثم يمسح عليه ويغسل
    بقية بدنه". وفي الحج وجد رجلا يتهادي مستندا علي رجلين في السير ويبدو
    عليه العنت والارهاق والناس حوله يسعفونه فقال ما هذا. قالوا: انه نذر أن
    يحج ماشيا فقال: ان الله عن اهلاك هذا نفسه لغني. إن هذا وغيره من وقائع
    التشريع الصحيحة ليدل علي أن اليسر من خصائص الإسلام. والتشديد من خصائص
    أغبياء المسلمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 10:57